حسين عبدالغني والنصر- النهاية الحتمية أم فرصة أخيرة؟

المؤلف: صالح الفهيد08.17.2025
حسين عبدالغني والنصر- النهاية الحتمية أم فرصة أخيرة؟

لم يعد خافيًا على أحد أن النجم المخضرم حسين عبدالغني بات يشكل عبئًا ثقيلاً على كتيبة النصر، وعلى صديقه رئيس مجلس الإدارة، بل وحتى على زملائه اللاعبين الذين نفد صبرهم من مشكلات حسين المتراكمة التي لا تنتهي، وآخر فصولها كانت مع مدرب الفريق الكرواتي زوران، وهي بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة، والقشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقال في الأمثال الشائعة.

نعم، لقد تجاوز حسين عبدالغني كل الحدود في افتعال الأزمات والمشكلات، وأرهق النصراويين جميعًا في الدفاع المستميت عنه، وتوفير الدعم والغطاء المتواصل له، وتبرير أخطائه المتكررة، خاصة تلك التي يكون طرفها الآخر من خارج الأسوار النصراوية، ولكن هذه المرة "طفح الكيل" و"زادت عن حدها"، كما يقول المثل الشعبي، وذلك لأنه اصطدم بمدرب الفريق الذي يحظى بشعبية جارفة ومتزايدة لدى جماهير النصر، وهو الأمر الذي وضع النجم "المشاغب" في مواجهة مباشرة مع هذا الجمهور العريض!

وخلافًا لكل المرات السابقة، وجد رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، الذي تربطه به علاقة وطيدة وقوية، نفسه في موقف حرج للغاية، وغير قادر على الدفاع عنه، أو حمايته من الانتقادات اللاذعة، أو تبرير تجاوزاته غير المقبولة تجاه مدرب الفريق، واضطر أمام الغضب العارم من الجماهير النصراوية أن يبتعد بنفسه عن عبدالغني، وأن يدلي بتصريحات وتحليلات بدأ فيها وكأنه يقف على الحياد والتوازن، لكنه لم يوجه أي انتقاد صريح ومباشر لحسين عبدالغني، واكتفى بالقول إن زوران هو المسؤول الأول والأخير عن الفريق داخل أرضية الملعب وفي التدريبات اليومية، وهو موقف باهت وضعيف جدًا، مما يعزز الاعتقاد الراسخ لدى جمهور النادي بأن عبدالغني يتمتع بأفضلية غير مبررة ومعاملة خاصة واستثنائية من قبل الرئيس، على الرغم من نفي الأمير فيصل بن تركي هذا الاتهام بشكل قاطع مساء أول أمس (الخميس) بقوله: "أكنّ المحبة والتقدير لجميع لاعبي النصر دون أي أفضلية لأحد على الآخر"، ولكني أسأله بكل صراحة ووضوح الآن: ماذا لو قام لاعب آخر في الفريق بنفس التصرفات والأفعال التي قام بها عبدالغني؟

وليغفر لي محبو وعشاق عبدالغني، وأنا أعتبر نفسي واحدًا منهم، ولكن لا مفر من قول الحقيقة المرة والمؤلمة، وهي أن مشوار هذا النجم الكبير مع فريق النصر قد وصل إلى نهايته المحتومة، أو يجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن، وقد آن الأوان أن يدرك حسين هذه الحقيقة بأسرع ما يمكن، وينسحب من المشهد النصراوي بهدوء وسلاسة يليق بتاريخه الكروي الطويل والحافل بالإنجازات والبطولات والأرقام القياسية.

أجل، لقد حان الوقت المناسب لطي صفحة هذا اللاعب القدير، واعتباره جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النادي العريق، حتى يتفرغ الفريق بالكامل، والجهازان الفني والإداري بشكل كامل لتوفير كل ما يلزم من الجهد والوقت والظروف المواتية لإنجاح مسيرة الفريق في معترك الدوري السعودي للمحترفين، وتحقيق النتائج الإيجابية التي تطمح إليها الجماهير النصراوية.

أعلم جيدًا أن رئيس النادي سيحاول جاهدًا إصلاح ذات البين بين المدرب واللاعب لضمان عودته إلى صفوف الفريق، ولكن هذا القرار سيكون خاطئًا بكل المقاييس، وسيكلف النصر الكثير من الخسائر، وسيندم عليه الأمير فيصل بن تركي لا محالة، ولكن بعد فوات الأوان وضياع الفرصة.

أعتقد جازمًا أن على الرئيس أن يدرك تمام الإدراك أن مصلحة النصر يجب أن تكون فوق كل اعتبار، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وأن ما انكسر في العلاقة المتوترة بين عبدالغني والمدرب زوران لا يمكن ترميمه أو إصلاحه بأي شكل من الأشكال.

وعليه أن يضع صوته جنبًا إلى جنب مع أصوات جميع النصراويين المخلصين ليقولوا بصوت واحد مدوٍّ:

وداعًا يا حسين!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة